رفضه الاتفاق واكتشفه الدوسري وراهن عليه فاندرليم..
ياسر القحطاني.. من العقربية إلى قمة المجد الآسيوي!!
ما كان ياسر بن سعيد بن مصلح القحطاني ذاك الطفل الصغير يحلم يوما بأن يبلغ
أقصى آفاق المجد الكروي ليكون أفضل لاعب في آسيا على الإطلاق وهو الذي لم
يكن يستطيع مجاوزة سور بيتهم في حي العقربية بمدينة الخبر لمزاولة كرة
القدم.
فالقحطاني الصغير الذي نشأ في أسرة تجد في العلم زادا لها كان مشروع
طالب متفوق يسعى للحصول على الشهادة الجامعية من أرقى الجامعات العلمية
ألا وهي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران وهو ما يعني ان كرة
القدم كانت خيارا مستبعدا في حياته غير ان الصدفة من جهة والمهارات
الكروية التي تفجرت كما الينبوع لدى ياسر الصغير وهو لم يتجاوز الرابعة
عشرة من عمره كانتا كافيتين لقلب حياته رأسا على عقب ليجد نفسه في غضون
بضع سنوات وقد تهافتت عليه اندية المنطقة الشرقية ( النهضة والقادسية
والاتفاق ) لا سيما الأخيرين اللذين خطبا وده يوم ان تألق في الدورة
المدرسية التي نظمتها وزارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية ليفوز به
القادسية بعد ان قدم مهرا لا يتجاوز 50ألف ريال وهو المبلغ الذي كان حديث
أبناء حارته كيف لا وهو يومها لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره.
العقربية بوابة الانطلاقة
كان يوم العاشر من شهر اكتوبر من عام 1982م هو اليوم الذي أطلق فيه
ياسر صرخته الأولى في الحياة حيث أهدت ( أم عبد الحكيم ) زوجها ( سعيد بن
مصلح ) ابنه الثاني حيث اتفاقا على تسميته ( ياسر ) وكان الوالدان يسألان
ربهما أن ييسرا أمره ليكون له من اسمه نصيب.نشأ ياسر في حي العقربية وهو
أحد الأحياء الشهيرة في مدينة الخبر ودرس تعليمه العام في مراحله الثلاث
في مدارس الجامعة وهي من أشهر المدارس الأهلية في المنطقة الشرقية، وكان
والده يولي تربيته وتعليمه عناية فائقة، وما كان يدري انه بدلا من
استقباله متخرجا في الجامعة سيزفه يوما ليكون لاعب كرة يتصارع عليه اكبر
ناديين في المملكة وبمبالغ يسيل لها اللعاب .
في هذا الحي القديم بدأ ياسر يتلمس خطواته الأولى في عالم كرة
القدم مثله في ذلك مثل كل لاعبي العالم حيث كانت ملاعب الأحياء شاهدة على
بزوغ نجوميتهم، ففي فريق "نجوم العقربية" سجل ياسر اسمه في كشوفات الفريق
في العام 1992م ويومها لم يكن ليتجاوز العاشرة من عمره، وبفضل موهبته لفت
الأنظار إليه حيث كان يومها يقلد حركات النجم الأشهر في السعودية يوسف
الثنيان إذ كان متيما به، وبفضل المهارات اللافته لهذا الصغير صارت أعين
فرق الحواري في مدينة الخبر ترمقه حتى اختطفه فريق "لوتو" ومن خلاله بدا
اسم القحطاني الصغير يرن في آفاق المدينة التجارية الأكبر في المنطقة
الشرقية حيث صار حديث الجميع هناك لا سيما بعد ان اخذ يشارك في اكبر
الدورات التي تنظم سواء داخل شركة ارامكو او في ناديي الاتفاق والقادسية.
صراع يهز الدمام والخبر
وفيما كان ياسر يقف على العتبة الاخيرة في المرحلة الثانوية مستعدا
للانتقال للجامعة وذلك في العام 2000م وإذا بوزارة المعارف حينها "وزارة
التربية والتعليم" حاليا تنظم دورة مدرسية في المنطقة الشرقية بين منتخبات
المناطق التعليمية واختير ياسر القحطاني في تلك الدورة لتمثيل منتخب
المنطقة الشرقية، وفي تلك الدورة سلب ياسر الانظار وبخاصة كشافي الأندية
حيث كانوا يتربصون بكل موهبة تبزغ، وكان القحطاني النجم الأبرز في تلك
الدورة لتتقاذفه أنظار أكبر ناديين في المنطقة الشرقية وهما الاتفاق
والقادسية ليبدأ الصراع بينهما لكسب وده وحينما لم يستطيعا اقناعه انتقل
الصراع لباب بيته حيث بدأت الوساطات تنشد والده الذي كان يرفض رفضا قاطعا
ان يرتدي ابنه شعار أي من الأندية لاعتقاده ان لعبه في الاندية سيصرفه عن
دراسته، وبعد حالة مد وجزر لم تدم طويلا اختطفه القادسية ب" 50ألف ريال"
وكان للوسيط الحالي احمد القرون الذي كان اداريا في القادسية آنذاك دور في
ضمه إذ راهن على نجاحه الى جانب المدرب الوطني حمد الدوسري الذي رعى هذه
الموهبة ما ان حطت بقدمها في القادسية، في حين خسره الاتفاق الذي أبى ان
يتجاوز رقم القادسية واكتفى بعرض لا يتجاوز 30ألف ريال !!. فاندرليم ورحلة المنتخب
حينما أطل ياسر برأسه في القادسية كان الفريق يلعب يومها في الدرجة
الأولى وبالرغم من ذلك لم يكن ياسر ليستطيع ان يأخذ مكانه بين اللاعبين
بتلك السرعة، حيث وجد مقاعد الاحتياط في انتظاره لكنه وبسرعة فائقة اختطف
الخانة الاساسية في فريقه حيث وجد فيه المدرب البرازيلي للفريق في ذلك
الوقت كابرال ضالته حيث اسهم في قيادة فريقه لدوري الكبار من جديد في
العام 2001بعد ان حاز لقب الهداف، وعلى إثر هذا الحضور اللافت تم استدعاؤه
للمنتخب الاولمبي وكانت أولى مشاركاته ضمن بطولة دورة الصداقة الدولية
المقامة في أبها واستطاع ياسر أن يثبت نفسه للجميع فاستدعاه مدرب المنتخب
الاول آنذاك الهولندي فاندرليم للمنتخب الأول والمشارك في بطولة كأس العرب
في الكويت، وبالفعل كانت هذه البطولة بداية إطلالة القحطاني على الجماهير
السعودية حيث سجل في تلك المشاركة هدفين في مرمى المنتخب اليمني ما اسهم
في فوز المنتخب باللقب وذلك في العام 2002م. كأس الخليج منعطف مهم
في العام 2003م وقع القحطاني ورقة اعتماده كواحد من أفضل المهاجمين
السعوديين، وقد لعب في ذلك عاملان رئيسيان، الأول حضوره اللافت سواء مع
فريقه القادسية او مع المنتخب، والآخر هو رغبة الجمهور السعودي في رؤية
جيل جديد لا سيما بعد اخفاق المنتخب في مونديال كوريا واليابان عام 2002،
ولعب حضوره المميز في كأس العرب دورا بارزا في تمسك فاندرليم به خاصة بعد
تألقه مع القادسية في ذلك العام حيث ساهم في إيصاله للمربع الذهبي، وهو ما
جعل الأندية توجه بوصلاتها نحوه فكانت البداية من الأهلي حيث كان قاب
قوسين من الانتقال له لولا تدخل الاتحاد الذي افسد الصفقة حينها فضلا عن
رفض إدارة القادسية التفريط به بتلك السهولة لتتوقف المفاوضات بعد صراع لم
يدم طويلا.
وما ان اطل شهر يناير من العام 2004م إلا ومنتخبنا الوطني يدشن
موسمه الكروي بمشاركته في دورة الخليج السادسة عشرة بالكويت حيث كان
القحطاني على رأس القائمة التي اختارها فاندرليم وفيها استطاع القحطاني ان
يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك انه في الطريق لأن يكون المهاجم "رقم 1" في
السعودية خاصة بعد ان اسهم وبشكل كبير في محافظة الأخضر على لقبه الخليجي
حيث تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف في تلك البطولة اخذ بالمنتخب لمنصة التتويج
. القحطاني واكبر صفقة سعودية
واسهم هذا الألق في تهافت الأندية الكبيرة عليه فصار الإعلام
يتداول انتقاله مرة للنصر وأخرى للأهلي وثالثة للهلال ورابعة للاتحاد، وهو
ما جعل لعاب إدارة القادسية يسيل في ظل ورود أرقام فلكية، لتدخل نجمها
الأول في مزاد علني لم يشهد له سوق الاحتراف المحلي مثيلا، لينفض سامر
الجميع ولا يبقى إلا الهلال والاتحاد في ساحة المفاوضات، وبعد معركة تفاوض
طاحنة استمرت طويلا أصبح خلالها (القناص) كما يسميه عشاقه قضية الساحة
الرياضية الأولى في المملكة على الإطلاق انتهت الى توقيعه في كشوفات
الهلال بعد معركة "كسر عظم" بينه وبين الاتحاد قال فيها ياسر كلمته
الشهيرة: "إما الهلال أو اعتزال الكرة" ما جعل إدارة القادسية ترضخ رغم
الملايين التي عرضها الاتحاديون والتي جاوزت الأربعين ليوقع في كشوفات
الأزرق.
الهلال بوابة الشهرة
دشن القناص موسمه الأول مع الهلال في العام 2005م، حيث كان هذا
العام بداية عهد جديد له مع الكرة وفألا حسنا عليه، ففيه تذوق طعم
البطولات لأول مرة حينما حقق معه بطولة كأس ولي العهد، غير ان الأهم من كل
ذلك فإن مشاركة القحطاني مع ناديه الجديد نقلت مستواه نقلة كبيرة وهو ما
بدا واضحا إبان مشاركته مع المنتخب في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم
بألمانيا حيث قدم عطاءات لافتة ومستويات متميزة لعبت دورا في تأهيل
المنتخب لا سيما من خلال هدفه في مرمى منتخب كوريا الجنوبية في الدمام
والذي انتهى بهدفين للأخضر أسهم القحطاني في صناعة الهدف الأول أيضا.وأسهم
تأهل المنتخب لمونديال ألمانيا 2006م في تحقيق القحطاني لواحد من أهم
أحلامه التي لا تنتهي خصوصا وانه ترك بصمة فيه حينما أحرز احد أهداف
المنتخب في البطولة العالمية وذلك في مرمى المنتخب التونسي في اللقاء الذي
انتهى بالتعادل 2/2.وتواصل حضور القحطاني اللافت مع المنتخب ليفوز بشارة
القيادة في مشاركته في بطولة أمم آسيا الأخيرة التي أقيمت في يوليو الماضي
واستطاع ان يقود منتخب بلاده للمباراة النهائية التي خسرها امام العراق
غير انه فاز بلقب الهداف بإحرازه 4أهداف متساويا مع الياباني تاكاهارا
والعراقي يونس محمود.
وعلى الرغم من كل تلك النجاحات التي حققها القحطاني فإن فوزه
بجائزة أفضل لاعب آسيوي لم تحد من طموحاته بل العكس تماما فهاهو يعلم ان
هذه الجائزة ستكون بوابته للاحتراف في أوروبا حيث يعد من طموحاته الحالية
التي يسعى لتحقيقها.
أقصى آفاق المجد الكروي ليكون أفضل لاعب في آسيا على الإطلاق وهو الذي لم
يكن يستطيع مجاوزة سور بيتهم في حي العقربية بمدينة الخبر لمزاولة كرة
القدم.
فالقحطاني الصغير الذي نشأ في أسرة تجد في العلم زادا لها كان مشروع
طالب متفوق يسعى للحصول على الشهادة الجامعية من أرقى الجامعات العلمية
ألا وهي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران وهو ما يعني ان كرة
القدم كانت خيارا مستبعدا في حياته غير ان الصدفة من جهة والمهارات
الكروية التي تفجرت كما الينبوع لدى ياسر الصغير وهو لم يتجاوز الرابعة
عشرة من عمره كانتا كافيتين لقلب حياته رأسا على عقب ليجد نفسه في غضون
بضع سنوات وقد تهافتت عليه اندية المنطقة الشرقية ( النهضة والقادسية
والاتفاق ) لا سيما الأخيرين اللذين خطبا وده يوم ان تألق في الدورة
المدرسية التي نظمتها وزارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية ليفوز به
القادسية بعد ان قدم مهرا لا يتجاوز 50ألف ريال وهو المبلغ الذي كان حديث
أبناء حارته كيف لا وهو يومها لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره.
العقربية بوابة الانطلاقة
كان يوم العاشر من شهر اكتوبر من عام 1982م هو اليوم الذي أطلق فيه
ياسر صرخته الأولى في الحياة حيث أهدت ( أم عبد الحكيم ) زوجها ( سعيد بن
مصلح ) ابنه الثاني حيث اتفاقا على تسميته ( ياسر ) وكان الوالدان يسألان
ربهما أن ييسرا أمره ليكون له من اسمه نصيب.نشأ ياسر في حي العقربية وهو
أحد الأحياء الشهيرة في مدينة الخبر ودرس تعليمه العام في مراحله الثلاث
في مدارس الجامعة وهي من أشهر المدارس الأهلية في المنطقة الشرقية، وكان
والده يولي تربيته وتعليمه عناية فائقة، وما كان يدري انه بدلا من
استقباله متخرجا في الجامعة سيزفه يوما ليكون لاعب كرة يتصارع عليه اكبر
ناديين في المملكة وبمبالغ يسيل لها اللعاب .
في هذا الحي القديم بدأ ياسر يتلمس خطواته الأولى في عالم كرة
القدم مثله في ذلك مثل كل لاعبي العالم حيث كانت ملاعب الأحياء شاهدة على
بزوغ نجوميتهم، ففي فريق "نجوم العقربية" سجل ياسر اسمه في كشوفات الفريق
في العام 1992م ويومها لم يكن ليتجاوز العاشرة من عمره، وبفضل موهبته لفت
الأنظار إليه حيث كان يومها يقلد حركات النجم الأشهر في السعودية يوسف
الثنيان إذ كان متيما به، وبفضل المهارات اللافته لهذا الصغير صارت أعين
فرق الحواري في مدينة الخبر ترمقه حتى اختطفه فريق "لوتو" ومن خلاله بدا
اسم القحطاني الصغير يرن في آفاق المدينة التجارية الأكبر في المنطقة
الشرقية حيث صار حديث الجميع هناك لا سيما بعد ان اخذ يشارك في اكبر
الدورات التي تنظم سواء داخل شركة ارامكو او في ناديي الاتفاق والقادسية.
صراع يهز الدمام والخبر
وفيما كان ياسر يقف على العتبة الاخيرة في المرحلة الثانوية مستعدا
للانتقال للجامعة وذلك في العام 2000م وإذا بوزارة المعارف حينها "وزارة
التربية والتعليم" حاليا تنظم دورة مدرسية في المنطقة الشرقية بين منتخبات
المناطق التعليمية واختير ياسر القحطاني في تلك الدورة لتمثيل منتخب
المنطقة الشرقية، وفي تلك الدورة سلب ياسر الانظار وبخاصة كشافي الأندية
حيث كانوا يتربصون بكل موهبة تبزغ، وكان القحطاني النجم الأبرز في تلك
الدورة لتتقاذفه أنظار أكبر ناديين في المنطقة الشرقية وهما الاتفاق
والقادسية ليبدأ الصراع بينهما لكسب وده وحينما لم يستطيعا اقناعه انتقل
الصراع لباب بيته حيث بدأت الوساطات تنشد والده الذي كان يرفض رفضا قاطعا
ان يرتدي ابنه شعار أي من الأندية لاعتقاده ان لعبه في الاندية سيصرفه عن
دراسته، وبعد حالة مد وجزر لم تدم طويلا اختطفه القادسية ب" 50ألف ريال"
وكان للوسيط الحالي احمد القرون الذي كان اداريا في القادسية آنذاك دور في
ضمه إذ راهن على نجاحه الى جانب المدرب الوطني حمد الدوسري الذي رعى هذه
الموهبة ما ان حطت بقدمها في القادسية، في حين خسره الاتفاق الذي أبى ان
يتجاوز رقم القادسية واكتفى بعرض لا يتجاوز 30ألف ريال !!. فاندرليم ورحلة المنتخب
حينما أطل ياسر برأسه في القادسية كان الفريق يلعب يومها في الدرجة
الأولى وبالرغم من ذلك لم يكن ياسر ليستطيع ان يأخذ مكانه بين اللاعبين
بتلك السرعة، حيث وجد مقاعد الاحتياط في انتظاره لكنه وبسرعة فائقة اختطف
الخانة الاساسية في فريقه حيث وجد فيه المدرب البرازيلي للفريق في ذلك
الوقت كابرال ضالته حيث اسهم في قيادة فريقه لدوري الكبار من جديد في
العام 2001بعد ان حاز لقب الهداف، وعلى إثر هذا الحضور اللافت تم استدعاؤه
للمنتخب الاولمبي وكانت أولى مشاركاته ضمن بطولة دورة الصداقة الدولية
المقامة في أبها واستطاع ياسر أن يثبت نفسه للجميع فاستدعاه مدرب المنتخب
الاول آنذاك الهولندي فاندرليم للمنتخب الأول والمشارك في بطولة كأس العرب
في الكويت، وبالفعل كانت هذه البطولة بداية إطلالة القحطاني على الجماهير
السعودية حيث سجل في تلك المشاركة هدفين في مرمى المنتخب اليمني ما اسهم
في فوز المنتخب باللقب وذلك في العام 2002م. كأس الخليج منعطف مهم
في العام 2003م وقع القحطاني ورقة اعتماده كواحد من أفضل المهاجمين
السعوديين، وقد لعب في ذلك عاملان رئيسيان، الأول حضوره اللافت سواء مع
فريقه القادسية او مع المنتخب، والآخر هو رغبة الجمهور السعودي في رؤية
جيل جديد لا سيما بعد اخفاق المنتخب في مونديال كوريا واليابان عام 2002،
ولعب حضوره المميز في كأس العرب دورا بارزا في تمسك فاندرليم به خاصة بعد
تألقه مع القادسية في ذلك العام حيث ساهم في إيصاله للمربع الذهبي، وهو ما
جعل الأندية توجه بوصلاتها نحوه فكانت البداية من الأهلي حيث كان قاب
قوسين من الانتقال له لولا تدخل الاتحاد الذي افسد الصفقة حينها فضلا عن
رفض إدارة القادسية التفريط به بتلك السهولة لتتوقف المفاوضات بعد صراع لم
يدم طويلا.
وما ان اطل شهر يناير من العام 2004م إلا ومنتخبنا الوطني يدشن
موسمه الكروي بمشاركته في دورة الخليج السادسة عشرة بالكويت حيث كان
القحطاني على رأس القائمة التي اختارها فاندرليم وفيها استطاع القحطاني ان
يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك انه في الطريق لأن يكون المهاجم "رقم 1" في
السعودية خاصة بعد ان اسهم وبشكل كبير في محافظة الأخضر على لقبه الخليجي
حيث تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف في تلك البطولة اخذ بالمنتخب لمنصة التتويج
. القحطاني واكبر صفقة سعودية
واسهم هذا الألق في تهافت الأندية الكبيرة عليه فصار الإعلام
يتداول انتقاله مرة للنصر وأخرى للأهلي وثالثة للهلال ورابعة للاتحاد، وهو
ما جعل لعاب إدارة القادسية يسيل في ظل ورود أرقام فلكية، لتدخل نجمها
الأول في مزاد علني لم يشهد له سوق الاحتراف المحلي مثيلا، لينفض سامر
الجميع ولا يبقى إلا الهلال والاتحاد في ساحة المفاوضات، وبعد معركة تفاوض
طاحنة استمرت طويلا أصبح خلالها (القناص) كما يسميه عشاقه قضية الساحة
الرياضية الأولى في المملكة على الإطلاق انتهت الى توقيعه في كشوفات
الهلال بعد معركة "كسر عظم" بينه وبين الاتحاد قال فيها ياسر كلمته
الشهيرة: "إما الهلال أو اعتزال الكرة" ما جعل إدارة القادسية ترضخ رغم
الملايين التي عرضها الاتحاديون والتي جاوزت الأربعين ليوقع في كشوفات
الأزرق.
الهلال بوابة الشهرة
دشن القناص موسمه الأول مع الهلال في العام 2005م، حيث كان هذا
العام بداية عهد جديد له مع الكرة وفألا حسنا عليه، ففيه تذوق طعم
البطولات لأول مرة حينما حقق معه بطولة كأس ولي العهد، غير ان الأهم من كل
ذلك فإن مشاركة القحطاني مع ناديه الجديد نقلت مستواه نقلة كبيرة وهو ما
بدا واضحا إبان مشاركته مع المنتخب في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم
بألمانيا حيث قدم عطاءات لافتة ومستويات متميزة لعبت دورا في تأهيل
المنتخب لا سيما من خلال هدفه في مرمى منتخب كوريا الجنوبية في الدمام
والذي انتهى بهدفين للأخضر أسهم القحطاني في صناعة الهدف الأول أيضا.وأسهم
تأهل المنتخب لمونديال ألمانيا 2006م في تحقيق القحطاني لواحد من أهم
أحلامه التي لا تنتهي خصوصا وانه ترك بصمة فيه حينما أحرز احد أهداف
المنتخب في البطولة العالمية وذلك في مرمى المنتخب التونسي في اللقاء الذي
انتهى بالتعادل 2/2.وتواصل حضور القحطاني اللافت مع المنتخب ليفوز بشارة
القيادة في مشاركته في بطولة أمم آسيا الأخيرة التي أقيمت في يوليو الماضي
واستطاع ان يقود منتخب بلاده للمباراة النهائية التي خسرها امام العراق
غير انه فاز بلقب الهداف بإحرازه 4أهداف متساويا مع الياباني تاكاهارا
والعراقي يونس محمود.
وعلى الرغم من كل تلك النجاحات التي حققها القحطاني فإن فوزه
بجائزة أفضل لاعب آسيوي لم تحد من طموحاته بل العكس تماما فهاهو يعلم ان
هذه الجائزة ستكون بوابته للاحتراف في أوروبا حيث يعد من طموحاته الحالية
التي يسعى لتحقيقها.